فيليبو غراندي يحذّر من تنامي العداء تجاه اللاجئين حول العالم

فيليبو غراندي يحذّر من تنامي العداء تجاه اللاجئين حول العالم
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي

حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من تنامي ما وصفه بـ«العداء المتزايد» تجاه اللاجئين حول العالم، معتبراً أن صعود الخطابات الشعبوية والسياسات القومية الضيقة بات يشكل تهديداً مباشراً لمبادئ اللجوء والحماية الدولية، ويقوّض أحد أهم أركان التعاون العالمي.

وانتقد غراندي، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، قبيل مغادرته منصبه، ما سماه «سباقاً محموماً نحو تشديد القوانين»، حيث تتسابق دول عديدة إلى فرض قيود أكثر صرامة على دخول طالبي اللجوء، سواء عبر إغلاق الحدود، أو تسريع الترحيل، أو تقليص فرص الحماية، في ظل استخدام اللاجئين كـ«كبش فداء» للأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وأكّد المسؤول الأممي أن روح التضامن لم تختفِ بالكامل، مشيراً إلى أن شعوراً عميقاً بالمسؤولية لا يزال حاضراً لدى قطاعات واسعة من المجتمعات والدول. 

وقال إن المبدأ الأساسي يظل واضحاً: «إذا فرّ شخص من الخطر، فمن واجبنا مساعدته»، مستشهداً بخطوة كولومبيا عام 2021 حين منحت الإقامة القانونية لنحو 1.7 مليون لاجئ فنزويلي.

واستعاد غراندي مشاهداته الميدانية على الحدود اللبنانية– السورية، حيث التقى أشخاصاً عادوا إلى ديارهم بعد أسابيع من سقوط نظام بشار الأسد، مؤكداً أن قرارات العودة أو اللجوء غالباً ما تكون نتاج معاناة قاسية وليست خياراً سهلاً.

أزمات متفاقمة ونزوح 

أعرب غراندي عن غضبه إزاء ما يجري في مناطق نزاع مثل بورما والسودان، معتبراً أن «أسوأ أشكال النزوح» هي تلك الناتجة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. 

وأشار إلى أن عدد النازحين حول العالم تجاوز 117 مليون شخص حتى منتصف 2025، وهو رقم تضاعف تقريباً خلال عقد واحد، ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية العالمية.

ونوّه غراندي إلى أن المفوضية السامية للاجئين، مثلها مثل وكالات أممية أخرى، تواجه أزمة مالية خانقة نتيجة خفض المساعدات الدولية، لا سيما بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، إلى جانب تقليص مساهمات مانحين رئيسيين. 

خفض المساعدات الدولية

أوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن خفض المساعدات الدولية أجبرت الوكالة على تقليص خدماتها في وقت تتزايد فيه الاحتياجات.

وحذّر غراندي من أن الهجوم على التعددية والأمم المتحدة «في غير محله»، مؤكداً أن التحديات العابرة للحدود، وعلى رأسها اللجوء، لا يمكن لأي دولة التعامل معها بمفردها. 

وختم بالقول إن شعار «وطني أولاً» يثبت فشله عند تطبيقه على القضايا الدولية، داعياً إلى إعادة إحياء التعاون العالمي كخيار وحيد لمواجهة الأزمات الإنسانية المتصاعدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية